الانترنت، ثورة عالمية معلوماتية انتقلت من كونها مجرد شبكة عسكرية أنئشت في مختبارت وزارة الدفاع الأمريكية في كاليفورنيا، الى شبكت جمعت ملايير الناس حول العالم، و خلقت فيها أسواق و تجمعات، الانترنت هي اختراع و ابتكار عظيم يظهر ما مدى براعة العقل البشري و ابداعه الهائل، و صدقني عزيزي القارئ مهما كتبنا و دوننا و ناقشنا حول هذه الشبكة التي ربطتني بك الآن و نقلت مقالنا إليك، سيكون تقصير في حقها و تفريط !
لكن هل سبق لك و سألت نفسك، من يمتلك هذه الانترنت؟ لأن من سنن الحياة الامتلاك، كحالك انت الآن الذي تمتلك أغراضا في حياتك اليومية و منها الجهاز الذي تقرأ منه مقال اليوم، سنتعرف عزيزي القارئ عن جواب هذا السؤال.
في البداية الأنترنت ليس مجرد شيء يمكن أمتلاكه بواسطة أي شركة أو منظمة، ولكن مجرد عدد هائل من الشبكات المتصلة التي تمتكلها العديد من الشركات والمنظمات، بالأضافة إلي عدد من الوكالات المنظمة والخدمية المتحكمة في الجانب الرئيسي للأنترنت، ولتوفير شبكات أخري في حال وجود أي عطل. ويعتبر الأنترنت شبكة لا مركزية في الكثير من الأجزاء والأماكن التي يوجد فيها، فإن كنت تُفكر في الشبكة العنكبوتية بوصفها شيء واحد موحد، فلا أحد يمتلكها، لانها ليست بملكية شخصية ترجع لأحد الجهات، حيث أن هناك منظمات متداخلة الأطراف هي من تحدد هيكلية الإنترنت وكيفية عمله، لكنها لا تمتلك حقوق السيطرة على الشبكة، كما أنه لا تمتلك أي حكومة أو دولة حقوق امتلاك شبكة الإنترنت. فالإنترنت مثل نظام شبكات الهاتف، لا أحد يمتلكه.
لكن هناك منظمات مرخصة لديها القدرة على هيكلة و تنظيم الأنترنت، و اشهرها يتمركز في ولاية كاليفورنا وهي هيئة خاصة بتنظيم وتوزيع وإدارة عناوين الـIP وأسماء الدومينات والمواقع في جميع أنحاء العالم،كما تملك القدرة على إدارة موارد الشبكة وتوزيع البلدان والمناطق الجغرافية، اي انه يمكنك تسجيل اسم نطاق او دومين باختصار دولتك، كمثال (.Ma) للمغرب و (.Sa) للسعودية.
ومن جهة أخرى تتحكم أمريكا أيضا بالانترنت بفضل تقدم شركاتها في هذا المجال،فشركات مثل Google و facebook و Microsoft و بقية كبار عمالقة الشركات هي من تدير وتتحكم فعليا بعمليات ومحتوى الإنترنت،فجوجل على سبيل المثال تتحكم بمعظم عمليات البحث، وميكروسوفت تشغل معظم كمبيوترات العالم، ويوتيوب يقوم بأرشفة التاريخ المصور للبشرية، و فيسبوك و تويتر يملكان معلومات شخصية لا تقدر أجهزة المخابرات العالمية تحصيلها و جمعها، ومعظم هذه الشركات تقدم خدمات الإيميل أو التخزين السحابي الأمر الذي يعني أن حتى المراسلات الفردية والمعلومات الشخصية لشعوب العالم تخزن بطريقة تلقائية في دولة الولايات المتحدة الأمريكية العظمى !
كخلاصة، بتعبير أدق، فلا أحد يمتلك شبكة الانترنت، لكن من جهة أخرى توجد جهات تقوم بالتحكم فيها و هيكلتها !